in

الحمار كشعار : رمزٌ للصبر والمقاومة

لطالما لعب الحمار دورًا أساسيًا في حياة الإنسان، ليس فقط كوسيلة نقل أو أداة عمل، بل كرمز للصبر والمثابرة في مواجهة المصاعب. فالحمار، ذلك الحيوان الذي ذكر في القرآن الكريم، لم يكن مقدسًا لذاته، بل لما يمثله من أهمية في حياة البشر، حيث كان ولا يزال رفيقًا للإنسان في دروبه الشاقة، يتحمل المشاق دون تذمر، ويواجه وعورة الطرقات بثبات.

ليس من الغريب إذن أن تتبنى بعض الشعوب والقبائل الحمار كشعار لها، تمامًا كما فعل الحزب الديمقراطي الأمريكي حين اتخذه رمزًا يعكس صلابة المواقف والصبر أمام التحديات السياسية والاقتصادية. بالمثل، تبنى المنوزيون والمنوزيات هذا الرمز ليكون جزءًا من هويتهم القبلية، في إشارة إلى خصال الصبر والمقاومة التي تميزهم، خصوصًا أنهم نشؤوا في بيئة جبلية وعرة فرضت عليهم الصمود والتأقلم مع قسوة الطبيعة والتحديات الأمنية التي فرضها زمن السيبة.

كان المجتمع المنوزي محكومًا بقوانين العشيرة، حيث لا صوت يعلو على صوت القبيلة، وكان البقاء للأقوى، ليس بالبطش وإنما بالصبر والحكمة. لهذا، لم يكن اختيار الحمار كشعار للقبيلة اعتباطيًا، بل كان تجسيدًا لقيم الصبر والجلَد، وهي ذات القيم التي ساعدتهم على مقاومة الاستبداد والحفاظ على استقلالهم وهويتهم في وجه المتغيرات.

إن نشر صورة الحمار في منبر “أفوس غو فوس” لم يكن مجرد فعل عابر، بل رسالة واضحة لأبناء القبيلة بألا يفرطوا في الحمير باعتبارها جزءًا من تراثهم وهويتهم الحضارية. فالحمار، في سياقه المنوزي، ليس مجرد حيوان، بل “ماركة مسجلة”، كما يُقال في عصرنا الحديث، تمثل قوة الصبر والتأقلم، وهي القيم التي حملها الأجداد وورثوها للأجيال اللاحقة.

قد يستهين البعض بقيمة الحمار كشعار، لكن من يفهم التاريخ ويدرك أبعاده، سيعلم أن اختيار هذا الرمز لم يكن مجرد صدفة، بل كان تعبيرًا عن فلسفة عميقة ترى في الصبر قوة، وفي الجلد وسيلة للنجاة، وفي الاستمرارية مفتاحًا للبقاء.

ح غ

منقول عن الشبكه الاجتماعيه

Written by

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قافلة لطب الأسنان لفائدة ساكنة أمانوز