in

بلاغ استنكاري من الاستاذ محمد بوفتاس

كمواطن مغربي من أبناء دوار إزربي قبيلة أمانوز، يؤمن بقيم الانفتاح والحرية، أجد نفسي مضطراً للتعبير عن استنكاري الشديد لما أقدمت عليه بعض المجموعات على تطبيق “واتساب”، التي تحولت، مع كامل الأسف، إلى ما يشبه منابر دعوية مغلقة تُغَرِّر بالشباب وتنشر بينهم الفكر المتشدد والإقصائي، بدل أن تكون فضاءات للتواصل البناء وتبادل الآراء بوعي ومسؤولية.

لقد كان تنظيم جمعية إزربي للتنمية الاجتماعية لموسمها السنوي لسنة 2025 مناسبة ناجحة بكل المقاييس، مرّت في أجواء راقية ومسؤولة، واستضافت أسماء وازنة من المشهد الثقافي المغربي، من بينهم الشاعر والمفكر الأمازيغي أحمد عصيد، الذي حضر بدعوة من جماعة تارسواط باعتباره صوتاً إبداعياً يثري الثقافة الوطنية.
لكن بعض الأصوات المتعصبة حاولت أن تُفرغ هذا الحدث من معناه الثقافي والفني، وحولته إلى مادة للتحريض والتشويه، في محاولة يائسة لممارسة الوصاية على المجتمع.

إن هذه العقليات المهووسة بالتكفير والإقصاء لم تعد تخجل من تسخير فضاءات التواصل الاجتماعي لتصدير خطاب الكراهية ولبث الشكوك في كل مبادرة تنويرية، متجاهلة أن دستور المملكة يكفل حرية التعبير والاختلاف، وأن الدولة المغربية، بمؤسساتها وأجهزتها الأمنية، هي الضامن الوحيد لحماية المواطنين، لا تلك المجموعات الافتراضية التي صارت تشتغل كخلايا نائمة تبث سموم الانغلاق والتطرف.

وأمام هذا الوضع، أعلن اعتزازي بجمعية إزربي ورئيسها الشاب، وأؤكد دعمي لكل المبادرات الثقافية التي تجعل من المغرب فضاء للتعدد والتعايش، وأدين بشدة أولئك الذين يحاولون تغرير شبابنا عبر خطاب دعوي متشدد لا يمثل قيمنا المغربية الأصيلة في شيء.
محمد بوفتاس

Written by

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الملتقى الكرسيفي للطفولة والشباب

لقاء تواصلي بإخرازن حول مستجدات تدبير قطاع الماء الصالح للشرب بالمنطقة