يواصل 100 تلميذ وتلميذة إشهار ورقة مقاطعة الدراسة في وجه المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بإقليم طاطا.
ويأتي هذا بعض رفض أسر هؤلاء التلاميذ الذين ينحدرون من دواري “تورسولت” و”تزارت” بجماعة أم الكردان، تنقيلهم إلى مدرسة جماعاتية تبعد بثلاثة كيلومترات عن المدرسة التي كانوا يتابعون فيها دراستهم.
وتتشبث الساكنة بالرفض القاطع لخيار التنقيل، باعتبار أنه “سيخرج التلاميذ من القرية إلى منطقة معزولة، الأمر الذي يشكل خطرا على أمنهم وسلامتهم”.
وحسب ما أورده فاعلون جمعويون بالمنطقة، فإن “أولياء الأمور يرفضون التحاق أبنائهم بالمدرسة الجماعاتية، ولو أدى ذلك إلى سنة بيضاء”، مشيرين إلى أن هذا الموقف “عبرت عنه الساكنة منذ بداية طرح فكرة تشييد المدرسة الجماعاتية من طرف المديرية”.
وأكد هؤلاء أن “الآباء والأولياء شاركوا في جلسات للحوار مع كل من المديرية الإقليمية للتعليم بطاطا والسلطات المحلية والمنتخبين، دون الوصول إلى اتفاق يذكر، قبل أن ينخرطوا في تنظيم أشكال احتجاجية عبروا من خلالها عن رفضهم مشروع إقامة مدرسة جماعاتية بالمنطقة البعيدة عن مقرات سكناهم”.
ومن جهتهن، احتجت العديد من الأمهات في وقت سابق أمام مقر عمالة طاطا، للمطالبة بـ”حل المشكل الذي تسبب في انقطاع أبنائهن عن الدراسة لأزيد من شهر، وذلك عبر تقريب المدرسة منهم، وعدم اللجوء إلى سياسة الهروب للأمام وفرض الأمر الواقع عليهم”.
هذا، وتتشبث الساكنة بنقل التلاميذ والتلميذات للتمدرس في دوار “تورسولت”، الذي يوجد فيه مقر الجماعة والملحقة الصحية والثانوية الإعدادية، باعتبار أنه دوار “آمن” للتلاميذ صغار السن، ولأن أغلب ساكنة الدواوير المعنية تمر منه عند التوجه إلى السوق الأسبوعي أو لمركز مدينة طاطا.
وتجدر الإشارة إلى أن المديرية الإقليمية للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة بطاطا، سبق ونفت ما تم تداوله حول أن المدرسة الجماعاتية الجديدة تقع في منطقة “تشكل تهديدا لأمن التلاميذ”.
وأكدت المديرية أن “انطلاق الدراسة بالمدرسة الجماعاتية أم الكردان يأتي بعد انتهاء الأشغال بها واستكمال تجهيزها، وانطلاق نظام المطعمة والنقل المدرسي المجاني، وذلك في إطار توجه المديرية ومعها كافة شركائها إلى تنويع العرض المدرسي عبر إنجاح تجربة المدارس الجماعاتية بالإقليم، لما لها من دور محوري في تجويد العرض التربوي المقدم للتلميذات والتلاميذ”.