in

وقفة مع عملية هدم أحد المعالم التاريخية لأيت امانوز في الدار البيضاء


في خطوة مثيرة للقلق والاستغراب، تعتزم السلطات المحلية بمدينة الدار البيضاء تنفيذ عملية هدم لدارٍ تاريخية عريقة، ارتبط اسمها بنضالات أبناء وبنات قبيلة أيت امنوز الأوفياء للقضية الوطنية. هذه الدار، التي لم تكن مجرد جدران وأسقف، بل كانت بمثابة الحاضنة الأولى لاجتماعات رجالات المقاومة المغربية، ومكانا آمنا سُطرت داخله صفحات من تاريخ المغرب الحديث.

الدار المعنية ليست مجرد مبنى متهالك كما تحاول بعض الجهات تصويرها، بل تشكل الشق الرمزي العميق لرجالات أيت امنوز الذين ساندوا نضال المغرب من أجل الاستقلال. لقد كانت، وما تزال، أيقونة امنوزية بامتياز، شاهدة على ملاحم بطولية خطها مقاومون مغاربة كبار، اتخذوا منها مأوى لاجتماعاتهم السرية وتحضيراتهم البطولية في وجه الاستعمار.

إن ما يحدث اليوم، تحت ذرائع واهية، هو مؤامرة جديدة ضد الذاكرة الجماعية، ومحاولة لطمس معالم تاريخية ذات قيمة وطنية ورمزية لا تقدر بثمن. فهل يمكن لبلد يحترم تاريخه أن يسمح بمحو رموز مقاومته بهذه السهولة؟

وعليه، فإن الواجب الوطني والأخلاقي يُملي على أبناء أيت امنوز وأحفادهم، وعلى كل من يؤمن بأهمية الحفاظ على تاريخ المغرب ورموزه، الوقوف وقفة رجل واحد في وجه هذا القرار الجائر. لابد من التحرك السريع والتصعيد بكل الوسائل السلمية والقانونية الممكنة لوقف هذه الجريمة في حق ذاكرتنا المشتركة.

إن صون هذه الدار من الهدم هو دفاع عن الذاكرة، عن التاريخ، وعن الكرامة الوطنية. فالتاريخ لا يُباع ولا يُشترى، والأماكن التي احتضنت أبطال المغرب يجب أن تظل حيةً شاهدةً للأجيال القادمة.

فلنكن جميعا صوت دار أيت امنوز، ولنُسقط معاول الهدم بمواقفنا وإصرارنا على أن الذاكرة الوطنية ليست للبيع او المساومة

منقول عن الشبكة:عن الحسن غازي

Written by

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سفير دولة مدغشقر يقوم بزيارة لجماعة املن